خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً
٨
-الإسراء

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ }.
كلمةُ { عَسَىٰ } فيها ترجية وإطماع، فهو - سبحانه - وقفهم على حد الرجاء والأمل، والخوف والوجل.
وقوله { عَسَىٰ }: ليس فيه تصريح بغفرانهم، ورحمتهم، وإنما فيه للرجاء موجِبٌ قويٌّ؛ فبلطفه وعد أن يرحمكم.
قوله جلّ ذكره: { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً }.
أي إنْ عُدْتُم إلى الزَّلَّة عُدْنا إلى العقوبة، وإن استقمتم في التوبة عدنا إلى إدامة الفضل عليكم والمثوبة.
ويقال إن عُدْتُم إِلَى نَقْضِ العَهْد عُدنا إلى تشديد العذاب.
ويقال: إن عُدْتُم للاستجارة عدنا للإجارة.
ويقال إن عُدتُم إلى الصفاء عدنا إلى الوفاء.
ويقال إن عُدْتُمْ إلى ما يليق بكم عُدْنا إلى ما يليق بكرمنا.
{ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } لأنهم (...) وهم ناس كثير فهذه جهنم ومن يسكنها من الكافرين.
و { حَصِيراً } أي محبساً ومصيراً. فالمؤمنُ - وإنْ كان صاحبَ ذنوب وإنْ كانت كبيرة - فإنَّ مَنْ خرج من دنياه على إيمانه فلا محالةَ يصل يوماً إلى غفرانه.