خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٤٤
-البقرة

لطائف الإشارات

أتُحَرِّضون الناس على البِدار وترضَوْن بالتخلُّف؟ ويقال أتدعون الخلْقَ إلينا وتقعدون عنَّا؟ أتسرحون الوفود وتقصرون في الورود؟ أتنافسون الخلق وتنافرونهم بدقائق الأحوال وترضون بإفلاسكم عن ظواهرها؟
ويقال أتبصرون من الحق مثقالَ الذَّرِ ومقياسَ الحَبِّ وتساهمون لأنفسكم أمثال الرمال والجبال؟ قال قائلهم:

وتبصر في العين مني القذى وفي عينك الجذع لا تبصر؟!

ويقال أَتُسْقَوْنَ بالنُّجُب ولا تشربون بالنُّوَب؟
{ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ } ثم تعاندون بخفايا الدعاوى وتجحدون بما شام قلوبكم من فضيحات الخواطر وصريحات الزواجر.
{ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } إن ذلك ذميمٌ من الخِصال وقبيحٌ من الفِعال.