خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ
٤٤
-الأنبياء

لطائف الإشارات

طولُ الإمتاع إذا لم يكن مقروناً بالتوفيق، مشفوعاً بالعصمة كان مكراً واستدراجاً، وزيادةً في العقوبة. والحقُّ كما يعاقِبُ بالآلام والأهوال يعاقِب بالإملاء والإمهال.
وقال: { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ } تتوالى القسوة حتى لا يَبْقَى أثرٌ، للصفوة؛ فيتعاقبُ الخذلانُ حتى يتواتر العصيان، ويتأدى ذلك إلى الحرمان الذي فيه ذهاب الإيمان.
ويقال تنقص بذهاب الأكابر ويبقى الأراذل ويتعرض الأفاضل.. وفي هذا أيضاً إشارة إلى سقوط قوى العبد بمرور السنين وتطاول العمر، فإن آخر الأمر كما قيل:

آخِـــــــرُ الأمر ما تــــــرَى القبرُ واللَّحدُ والثرى

وكما قيل:

طوى العصران ما نَشْرَاه مني وأبلى جدتي نَشْرٌ وطيُّ
أراني كلَّ يومٍ في انتقاص ولا يبقى - مع النقصان - شيُّ