خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ
٣١
-المؤمنون

لطائف الإشارات

تتابعت القرونُ على طريقةٍ واحدةٍ في التكذيب، وغرّهم طولُ الامهالِ، وما مكنَّهم من رَفَه العيش وخَفْض الدّعَةِ، فلم يقيسوا إلا على أنفسهم، ولم يَسْمُ لهم طَرَفٌ إلى مَنْ فوقهم في الحال والمنزلة، فقالوا: أنؤمن بمن يتردد في الأسواق، وينتفع مثلنا بوجوه الأرفاق؟ ولئن أطعنا بشراً مثلنا لَسَلَكنا سبيلَ الغَيِّ، وتَنَكَبْنا سُنَّةَ الرُّشْدِ. فأجراهم اللُّه في الإهانةِ وإحلال العقوبة بهم مجرًى واحداً، وأذاقهم عذابَ الخزْي. وأعظمُ ما دَاخَلَهم من الشُّبهةِ والاستبعادِ أمرْ الحشْرِ والنشر، ولم يرتقوا للعلم بأنَّ الإعادة كالابتداء في الجواز وعدم الاستحالة، والله يهدي مَنْ يشاء ويُغْوِي مَنْ يريد.
ثم إن الله في هذه السورة ذَكَرَ قصةَ موسى عليه السلام، ثم بعده قصةَ عيسى عليه السلام، وخَصَّ كُلَّ واحدٍ منهم بآياته الباهرة ومعجزاته الظاهرة.