خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً
٧٥
-الفرقان

لطائف الإشارات

يعطي - سبحانه - الكثير من عطائه ويعده قليلاً، ويقبل اليسيرَ من طاعة العبد ويعده كثيراً عظيماً، يعطيهم الجنة؛ قصوراً وحوراً ثم يقول: { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ } ويقبل اليسير من العبد فيقول: { فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [الذاريات: 26].
لَيَرْوه من غير تكلف نقل، ولا تحمل قطع مسافة.
ويقال:
{ هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } [الرحمن: 60]: اليومَ يحضر العبدُ بيتَه لأداء العبادة، وينقل أقدامه إلى المساجد، وغداً يجازيهم بأن يكفيهم قطعَ المسافة، فهم على أرائكهم - في مستقرِّ عِزِّهم - يسمعون كلام الله، وينظرون إلى الله.
قوله: { بِمَا صَبَرُواْ } أي صبروا عمَّا نهوا عنه، وصبروا على الأحكام التي أجراها عليهم بِتَرْكِ اختيارهم، وحُسْن الرضا بتقديره.