خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ
١٠٠
وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ
١٠١
-الشعراء

لطائف الإشارات

في بعض الأخبار: يجيء - يومَ القيامة - عَبْدٌ يُحتَسَبُ فتستوي حسناتُه وسيئاته ويحتاج إلى حسنة واحدة يَرْضَى عنها خصومُ، فيقول الله - سبحانه: عبدي... بقيت لك حسنةٌ واحدة، إن كانت أدْخَلْتُكَ الجنةَ.. أُنظُرْ.. وتَطَلَّبْ من الناس لعلَّ واحداً يهب لَكَ حسنةً واحدةً. فيأتي العبدُ في الصفين، ويطلب من أبيه ثم من أمه ثم من أصحابه، ويقول لكلِّ واحدٍ في بابه فلا يجيبه أحدٌ، فالكلُّ يقول له: أنا اليومَ فقيرٌ إلى حسنةٍ واحدةٍ، فيرجع إلى مكانه، فيسأله الحقُّ - سبحانه: ماذا جئتَ به؟
فيقول: يا ربِّ... لم يُعْطِني أحدٌ حسنةً من حسناته.
فيقول الله - سبحانه: عبدي.. ألم يكن لك صديق (فيَّ).
فيتذكر العبدُ ويقول: فلان كان صديقاً لي.
فيدله الحقُّ عليه، فيأتيه ويكلِّمه في بابه، فيقول: بلى، لي عباداتٌ كثيرة قَبِلَها اليومَ فقد وهبتُك منها، فيسير هذا العبدُ ويجيء إلى موضعه، ويخبر ربَّه بذلك، فيقول الله - سبحانه: قد قَبِلْتُها منه، ولن أنقص من حقِّه شيئاً، وقد غفرت لكَ وله، وهذا معنى قوله:
{ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ }.