خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ
١٤
-غافر

لطائف الإشارات

شَرْطُ الدعاء تقديم المعرفة لتعرفَ من الذي تدعوه، ثم تدعو بما تحتاج إليه مِمَّا لا بُدَّ لك منه، ثم تنظر هل أعطاكَ ما تطلب وأنت لا تدري؟ والواجبُ ألا تطلب شيئاً تكون فيه مخالفةٌ لأمره، وأن تتباعد عن سؤالك الأشياء الدَّنِيَّة والدنيوية، وأن ترضى بما يختاره لك مولاك. ومن الإخلاص في الدعاء ألا ترى الإجابة إلاّ منه، وألا ترى لنفسك استحقاقاً إلا بفضله، وأن تعلم أنه إن بقيت سؤالك عن مطلوبك - الذي هو حَظُّكَ - لا تَبْق عن عبادة ربِّك - التي هي حَقُّه "فإنَّ الدعاء مُخُّ العبادة" ومن الإخلاص في الدعاء أن تكون في حال الاضطرار لما لا يكون ابتداؤه جُرْماً لك، وتكون ضرورتُك لسراية جنايتك.