خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ
١٨
-غافر

لطائف الإشارات

قيامةُ الكُلِّ مؤجَّلة، وقيامةُ المحبين مُعَجَّلة؛ فَلَهم في كلِّ نَفَسٍ قيامةٌ من العقاب والعذاب والثواب، والبُعَاد والاقتراب، وما لم يكن لهم في حساب، وتشهد عليهم الأعضاء؛ فالدمعُ يشهد، وخَفَقَانُ القلبِ ينطق، والنحولُ يُخْبِر، واللونُ يُفْصِح... والعبدُ يَسْتُرُ ولكن البلاء يَظْهَرُ:

يا مَنْ تَغَيَّرُ صورتي لمَّا بَدَا لجميع ما ظَنُّوا بنا تصديقا

وأنشدوا:

لي في محبته شهودٌ أربعٌ وشهودُ كلِّ قضية اثنان
ذوبانُ جسمي وارتعادُ مفاصلي وخفوقُ قلبي واعتقالُ لساني

وقلوبُهم - إذا أزِفَ الرحيلُ بَلَغت الحناجر، وعيونهم شَرِقَتْ بدموعها إذا نودي بالرحيل وشُدَّت الرواحل.