خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ
٣١
نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ
٣٢
-فصلت

لطائف الإشارات

الولاية من الله بمعنى المحبة، وتكون بمعنى النصرة.
وهذا الخطاب يحتمل أن يكون من قِبَلِ الملائكة الذين تنزلوا عليهم، ويحتمل أن يكون ابتداءَ خطابٍ من الله.
والنصرة تصدر من المحبة؛ فلو لم تكن المحبة الأزلية لم تحصل النصرة في الحال.
ويقال: { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بتحقيق المعرفة، { وَفِي ٱلآخِرَةِ } بتحصيل المغفرة.
ويقال { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بالعناية، { وَفِي ٱلآخِرَةِ } بحسن الكفاية وجميل الرعاية.
{ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بالمشاهدة، { وَفِي ٱلآخِرَةِ } بالمعاينة.
في الدنيا الرضاء بالقضاء، وفي الأخرة باللقاء في دار البقاء.
في الدنيا بالإيمان، وفي الآخرة بالغفران.
في الدنيا بالمحبة، وفي الآخرة بالقربة.
{ وَلَكُمْ فِيهَا } أي في الجنة { مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ }: الولايةُ نقدٌ، وتحصيل الشهوات وعدٌ، فَمَنْ يشتغل بنقده قلَّما يشتغل بوعده.
{ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ }: أي ما تريدون، وتدعون الله ليُعطيَكم.
{ نُزُلاً }: أي فضلاً وعطاءً، وتقدمةً لما يستديم إلى الأبد من فنون الأفضال ووجوه المبارِّ.
{ مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }: وفي ذلك مساغٌ لآمال المذنبين؛ لأنهم هم الذين يحتاجون إلى المغفرة، ولولا رحمته لما وصلوا إلى مغفرته.