خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
٢٩
-الفتح

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ }.
{ أَشِدَّآءُ } جمع شديد، أي فيهم صلابةٌ مع الكفار.
{ رُحَمَآءُ } جمع رحيم، وصَفَهَم بالرحمة والتوادِّ فيما بينهم.
{ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً }.
تراهم راكعين ساجدين يطلبون من الله الفضل والرضوان.
{ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ }.
أي علامة التخشع التي على الصالحين.
ويقال: هي في القيامة يوم تَبْيَضُّ وجوهٌ، وأنهم يكونون غداً محجلين.
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
"من كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجههُ بالنهار"
ويقال في التفسير: "معه" أبو بكر، و{ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } عمر؛ و{ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } عثمان، و{ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً } عليُّ رضي الله عنهم.
وقيل: الآيةُ عامةٌ في المؤمنين.
{ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ }.
هذا مثلهم في التوراة، وأما مثلهم في الإنجيل فكزرع أخرج شطأه أي: فراخه.
يقال: أشطأ الزرعُ إذا أخرج صغاره على جوانبه. { فَآزَرَهُ } أي عاونه.
{ فَٱسْتَغْلَظَ } أي غلظُ واستوى على سوقه؛ وآزرت الصغار الكبار حتى استوى بعضه مع بعض. يعجب هذا الزرعُ الزرَّاع ليغيظ بالمسلمين الكفار؛ شَبَّهَ النبي (صلى الله عليه وسلم) بالزرع حين تخرج طاقة واحدة ينبت حولها فتشتد، كذلك كان وحده في تقوية دينه بمن حوله من المسلمين.
فمَنْ حمل الآية على الصحابة: فمن أبغضهم دخل في الكفر، لأنه قال: { لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ } أي بأصحابه الكفارَ. ومَنْ حمله على المسلمين ففيه حُجَّة على الإجماع، لأنَّ من خالف الإجماع - فالله يغايظ به الكفارَ - فمخالفُ الإجماع كافرٌ.
قوله جلّ ذكره: { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } وَعد المؤمنين والمؤمنات مغفرة للذنوب، وأجراً عظيماً في الجنه فقوله: "منهم" للجنس أو للذين ختم لهم منهم بالإيمان.