خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
١٠٠
قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
١٠١
-يونس

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } كل نفس ليس لها استعداد معرفته وقبول محبته وليس لها من الله سابقة حسن عنايته فى الازل بنعت اصطفائيتها بالولاية كيف تعرفه ومعرفته نتائج انوار طوالع صفاته فى قلوب العارفين قال بعضهم لا يظهر الايمان على احد لا لسعادة سابقة له فى الازل متقدم ثم زين السماوات والاضين بانوار ملكوته وجبروته واظهر منها سبحات جلاله وشهود عظمته لنظار المعارف والباء الكواشف ودعاء الاحباء والاعداء الى النظ راليهما بقوله { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } اى ما يبرز من نوره من حبين الشمس وسنا من عارض القمر وضيائه من مرآة الكواكب الذى انكشف لخليله وسليبه من الحدثان الى رؤية القدم بالنظر الى هذه الوسائل حين قال هذا ربى ثم اخبر عن خروجه منها الى انوار السرمدية والفردانية بقوله انى برئ مما تشركون اى لو ان لكم بصائر الصفاتية وابصار الذاتية انظروا فان جمال القدم ظاهر للعاشقين عيان للمشتاقين وبيان للمحبين ثم بين ان من لم يكن له عين من تلك العيون ونور من تلك الانوار لا ترى جماله وجلاله تعالى بقوله { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } اى كيف يفعل الايات بمن خلق محروما عن الايمان === الآيات قال بعضهم لا تصل العقول الخالية من التوفيق الى سبيل النجاة ولما يغنى ضياء العقل مع ظلمة الخذلان انما ينفع الناس العقل من كان === بانوار التوفيق وعناية الازل والا فانه متخبط فى هلاكه بعقله.