خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ
٤٢
-الرعد

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } كل قصاراه منتهى لانه سقط من مكره ومكره قائم على كل مكر وله تعالى بكل قوم مكر فمكره بالمريدين ان يزين لهم اعمال الطاعات ويجعلهم مسرورين بها ومكره بالمحبين سكوتهم الى راحات مواجيدهم فيجعلهم مستلذين بها فيصيروا محجوبين عما رأوها من مكاشفات جمال الحق ومكره بالعارفين ان يؤقفهم على ما وجدوا حتى ظنوا انهم واصلون الى الكل ومكره بالموحدين ان يغرقهم فى بحر البقاء ومشاهدة الابدية ولا يطرق عليهم سطوات عزة القدم التى توجب الفناء فى النكرة والفناء فى نكرة النكرة ومن وقع فى بحر النكرة فمكره اياسه عن الرجوع الى البقاء المذكور والكل فى مكره ومكرهم من مكره ومكره واراء مكرهم يحتالون ان يخرجوا من مكره بمكرهم ولا يخرجون من مكره الا بمكره قال الحسين لا كمرابين من من مكر الحق بعباده حيث اوهمهم ان لهم سبيلا اليه بحال او للحدث اقتران مع القديم فى وقت والحق بائن وصفاته بائنة ان ذكروا فبانفسهم وان شكروا فلانفسهم وان اطاعوا فلنجاة انفسهم ليس للحق منهم شئ بحال لانه الغنى القهار قال ابن عطا المكر حقيقة ما كمر بهم الحق حتى توهموا انه يمكرون ولم يعرفوا انهم مكر بهم حيث سهل عليهم سبيل المكر قوله.