خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
١٩
-إبراهيم

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ } خلق الكون بحق ارادته القديمة والمشية السابقة التى سبقت بكون الكون فى الازل وايضا علم الكون حقا فى الازل فاظهر الكون بحق العلم والارادة والمشية اظهار الحق حقيقة ولحقوق ربوبيته وعرفانه من اهل عبوديته كانه خاطب لرؤية تلك الحقائق ثم ارتقى من رؤية الحقيقة الى رؤية عين الحقيقة بقوله الم تر ان الله ثم نزل من الذات الى الصفات ومن الصفات الى الافعال وقال خلق السموات والارض بالحق فرؤية انوار فعله للعقول ورؤية انوار صفاته للقلوب ورؤية انوار ذاته للارواح ورؤية انوار عين الحقيقة للاسرار قال سهل خلق الاشياء كلها بقدرته وزينها بعمله واحكمها بحكمه فالناظر من الخلق الى الخالق يتبين له من الخلق عجائب الخليقة والناظر من الخالق الى الخلق يكشف له عن آثار قدرته وانوار حكمته وبدائع صنعه وقال بعضهم خلق السموات عالية على الارضين مرتفعة عليها وجعل عمارة الارضين من بركات السماء وما يصل اليه منه كذلك خلق النفوس وجعل القلوب امير عليها وجعل نجاة النفوس وراحتها فيما يصل اليها من بركات القلوب فمن طهر قلبه لاستصلاح الشماهدة اتته الفوائد والزوائد من الحق فى جميع الاوقات.