خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
١١٢
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ } القربة المطمئنة قلب العارف الصادق المطمئن بذكر الله بل لله طمأنينته حين شاهده بكشف جماله وجلاله امر بلطف الله عن قهر الله وبرعايته عن طوارق الوسواس وشوارق الهواجس ياتى عليه رزق المعرفة و المحبة وبرد الانس والمشاهدة من كشف الذات وجميع الصفات رزقا رغدا بحيث لا كدر فيه ولا كدورة عليه من قتام الهجران وظلمة الحرمان فاذا اراد الحق سبحانه اتمام النعمة عليه رفع عنه الخطا والنسيان والظن والحسبان حتى لا يشتغل الا بمراعاة اسراره ومداركة لطائف انواره واذا اراد به الامتحان وضع عليه النسيان واغلق عليه ابواب فتوح المشاهدة حتى يذوق طعم وبال الهجران ويسقط فى ورطة الحرمان ويكون خائفا بعد ان يكون آمنا وفائزا بعد ان يكون ساكنا بقوله { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } قال الاستاد فرغ القلب عن الاشتغال نعمة عظيمة اذا كفر عبد هذه النعمة بان فتح على نفسه باب الهوى وانجر فى قياد الشهوات شوّش الله عليه نعمة قلبه وسلبه ما كان يجده من صفاء وقته فان طوارق النفس اوجب غروب شوارق القلب.