خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٢١
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } من امانة الحق بموت الحرمان عن حياة العرفان كيف يحيى الحياة لا موت فيها فالجاهلون فى غمرات هوة الجهالة والعارفون فى حياة المشاهدة اماتهم حيث طردهم عن ابواب لطفه فهم يعمهون فى ظلمات القهر وما يشعرون سبل الحياة وطريق النجاة فمثالهم مثال الاصنام التى لا ارواح فيها ولا استعداد لها لقبول الحياة فكذلك اهل الجهل به ليس لهم استعداد قبول حياة المعرفة وروح المحبة لذلك اكَّد فى حق الاصنام بعد قوله اموات بقوله غير احياء قطع الحياة الاصلية عنها وقطع عنها ايضا استعداد قبول الحياة لانها جمادات فالمنكرون كذلك اموات القلوب عن معرفة العارفين وغير مستعدين لعرفانهم والعلم باحوالهم فسلاطين المعرفة احياء بارواح معرفته والمحبون احياء بارواح محبته والموقنون احياء بانوار مشاهدته والصديقون احياء بانوار لقائه والمقربون احياء بانوار صفاته والموحدون احياء بانوار ذاته واهل ستر الغيب احياء بحياته القديمة والجمهور من وصل القدم فى بحر نكرة مستغرقون لا يموتون فيها بالحقيقة من سكون ارواح معرفته فى اسرارهم واحاطت ارواح بقائه على ارواحهم ولا يحبون فيها بالحقيقة لصولة سطوات عظمة الازليات عليهم واذا ابصرتهم بالحقيقة فعن ادراك كنه القدم اموات غير احياء اذ لا سبيل للحدث فى القدم بنعت ادراكه لكن هم فى حسبان من حلاوة اوقاتهم فى ادراكه وما يشعرون انهم لا يدركونه ابدا لكن اذا طلع صباح الوحدانية عليهم وباشرهم انوار شموس الذات واقمار الصفات يقومون به معه بوصف الحياة الباقية والعلم بفروع الربوبية ولكن لا يعرفون ايان يبعثون فى هذه المنازل لان الاوقات هناك وقت واحد بنعت تسرمد السرمدية والازلية سبحانه وتعالى قال الجنيد من كان بين طرفى فناء فهم فان ومن كان بين طرفى عدم فهو معدوم والهى هو الذى لم يزل ولا زال قال بعضهم اموات عن وصول الحق غير احياءٍ وما يشعرون وانما يشعر بذلك من كشف له عن محل الحياة بالحق وقال الحسين الحياة على اقسام فحياة بكلماته وحياة بأمره وحياة بقربه وحياة بنظره وحياة بقدرته وحياة هى الموت وهى الحركات المذمومة وهو قوله جل وعز اموات غير احياء وما يشعرون وقال سهل خلق الله الخلق ثم احياهم باسم الحياة ثم اماتهم بجهلهم بانفسهم فمن حى بالعلم فهو الحى والا فهم موتى بجهلهم وقال الواسطى الميت من غفل عن مشاهدة المنان والحى من كان حيا بالحى الذى لا يموت وقال ابو عمرو الزجاجى كيف تحيون وانتم لم تروا حيا وقال النصرابادى اهل الجنة اموات ولا يشعرون لاشتغالهم بغير الحق واهل الحضرة احياء لانهم فى مشاهدة الحق قال الله اموات غير احياء وما يشعرون.