خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٠
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } اى لا يكون كون الاشياء الا بتكويننا اياها اما فى الايجاد واما فى الهداية وبيان هذه الآية ان لذاته تعالى صفات قديمة ازلية منها الارادة والمشية وهما سابقتان قبل كل سابق لانهما قديمتان جرتا لكون الكون وما فيه لان تكونا تحدثان فى الحق لانه منزه عن البدأ الذى خلا عنه الارادة والمشية فى سابق المعلم انما اراد الله الاشياء فى القدم وعلمه كان مقرونا بارادته وكان الوجود موجودا فى علمه مريدا لارادته وكان قادرا بقدرته القديمة بايجاد الكون بمحض الارادة ومعلوم العلم ولكن لو اوجد لكان معا معا ولوجدان الحدثان رتبة القدم اخرها بغير علة ولا لوقت من الاوقات اراد حدوث الحدث واحداثه فعلم وجوده وبعد ان كان معدوما فاوجد بتمام الصفة حتى يكون على حد الكمال لانه تعالى خلق الاشياء بمباشرة نور ذاته وجميع صفاته فالقول منه صفة من صفاته فقال للمعدوم كن بتكويننا اياك حتى يكون ذلك المعدوم موجودا بكمال جميع الصفات === كان خاليا عن الامر والكلام كان ناقصا مع انه تعالى قادر يخلق الاشياء على حد الكمال سئل بعضهم ما كان يكفى الارادة والمشية حتى اظهر قول كن قال خفية الارادة والمشية فاظهر الاكوان فى المعلوم واظهر لفظة كن فاخرج الاكوان الى الوجود قال الواسطى انما قولنا لشئ اذا اردناه انه على قدر المعارف اشارة الى القدرة واما الحقيقة فليس للحق مكون كما انه ليس له موجود اذ لم يكن له معدوم فاذا كانت الاشياء بذاته ظهرت وبه وجدت لا بصفاته فلم يزل كما لا يزال الى انه لم يكن اظهر بعضهم لبعض ظهور الاشياء بذاته لا بصفاته.