خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
٩
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } اى على الله الطريق المستقيم ان يعرّفه من اصطفاه فى الازل بمحبته وولايته والايمان به والايقان فى معرفته بربوبيته اى على الله الهداية لا على غيره من العرش الاى الثرى اى انه لا شريك له فى الوهيّته بان يجد احد سبيلا اليه بغير ارادته ومشيته او ياخذ طريقا من طرق معرفته بسبب من الاسباب او علة من العلل { وَمِنْهَا جَآئِرٌ } اى من السبيل مائل عن طريق الصواب وهو طريق قهره اجلس شيخ الضلالة على راس وادى الطغيان فمن طرده عن طريق المستقيم سلط عليه الملعون حتى يغويه فى اودية الشهوات وقفر الظلمات فان الضلالة والهدى يتعلقان بقهره ولطفه ولو اراد ان يحيز الكل فى حيز الرحمة لكان كما اراد ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء تصديق ذلك قوله { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } قال الواسطى على الله ان يهدى الى قصد السبيل ومن السبيل ما هو جائر والله سبب الجائر والسبيل القصد والسلوك على انوار اليقين والجائر فى السبيل على سبيل التوهم والدعاوى.