خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً
١٠٥
-الإسراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ } اى بحق الربوبية على العبودية انزلنا القران على قلوب الصديقين والمقربين ليعرفهم ذاتنا وصفاتنا الازلية الابدية ويدور اسرارهم فى عالم الغيوب لترى اسرارنا وخزائن ملكنا وعجائب قدرتنا فى جميع الذرات لان القران مفاتيح الذات والصفات وخزائن الملك والملكوت وبحق العبودية نزل القران ليعرفهم منازلها ومقاماتها من الصدق والاخلاص وجميع المعاملات لتسرى على بحارها الارواح القدسية والقلوب الروحانية والعقول الصافية والابدان المقدسة لعرفان مكان الخضوع والفناء فى الحق { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً } لاهله وحامله بحسن القبول واليقين والمعرفة والتمكين { وَنَذِيراً } لمن تقاعد عن امره ولم يعرف مكانه قال جعفر الحق انزل على قلوب خواصه من مكنون فوائده وعجائب بره ولطائف صنعه ما نور بها اسرارهم وطهر بها قلوبهم وزين بها جوارحهم وبالحق نزل عليهم هذه اللطائف وقال ابن عطا مبشرا لمن اقبل عليك ونذيرا لمن اعرض عنك.