خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً
١١٠
وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً
١١١
-الإسراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } ان الله سبحانه دعى عباده الى معرفة الاسمين الخاصين اللذين فيهما اسرار جميع الاسماء والصفات والذات والنعوت والافعال فالله اسمه هو اسم عين جمع الجمع والرحمن اسم عين الجمع فالرحمن مندرج تحت اسمه الله لانه عين الكل واذا قلت الله ذكرت عين الكل فالقول اخبر والخبر اثر والاثر ذكر والذكر فكر والفكر وقوع نو رالفعل ونور العقل مقرون بنور الصفة ونور الصفة مقرون بنور الذات فاذا سميت ذكرته واذا ذكرته فنيت الصورة فى فعله بنعت الخشوع واذا افنيت الصورة ذكره العقل ففنى العقل فى الاسم والنعت واذا فنى العقل ذكره القلب بالصفة والوصف وفنى القلب فى الصفة واذا فنى القلب ذكره الروح بالذات ففنيت الروح القدم واذا فنيت الروح ذكره السر بباطن العلم ففى السر فى الغيب وذكره سر السر فى غيب غيبه فلم يبق فى البين رسم ولا اسم ولا وصف من حيث العبودية وبقى الاسم والمسمى واحد فى واحد قال تعالى كلشئ هالك الا وجهه فاذا كان العبد فى قوله الله هكذا اوفى قوله الرحمن هكذا فهو مصدر صفة القدم والبقاء وهو مصدر المقدرة والحياة فاذا قال الله يفنى الكل واذا قال الرحمن يبقى الكل من حيث الاتصاف والاتحاد فالاتصاف بالرحمانية يكون والاتحاد بالالوهية يكون قال الحسين ما دعى الله احد قط الا ايمان فاما دعوة حقيقة فلا قال الواسطى اسماؤه لا تدخل تحت الحصر وذاته ليس بمشار اليه ولا بموصوف بصفة حقيقة الا بصفة المدح والحق وهو الخارج عن الاوهام والافهام فانى له النعوت والصفات وقال الاستاد من عظيم نعمته سبحانه على اوليائه تنزيههم باسرارهم فى رياض ذكره بتعداد اسماء الحسنى فينقلبون من روضة الى روضة ومن مانس الى امانس ويقال الاغنياء ترددهم فى بساتينهم وتنزههم فى منابت رياحينهم والفقراء تنزههم فى مشاهدة تسبيحهم يسترحون الى ما يلوح لاسرارهم من كشوفات جلاله وجماله ثم ان الله سبحانه امر حبيبه وصفيه عليه الصلاة والسّلام بان يحمده لانه كان اهل المدح والحمد بالحقيقة لا غير امره بحمده بان اخبره عن تنزيه قدمه عن اشارة كل مبتدى الى ابتداء لان ابتداءه منزه عن كل ابتداء فان ابتداء قدمه هو القدم وقدم القدم ومنزه عن حصر الزمن وقدم قدمه مع تنزيهه عن العدد وعلة الابتداء لم يكن محلا للحوادث بقوله { لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } بدأ الكل من حواشى حرفيه النون وكافه فكافه ولونه منزه عن ان يكون محلا لحمل الحدثان واخذه من حيث المباشرة بدأ حين === بامر القدم فظهر الكون من نيران الكاف والنون حيث اظهرها من العدم بالقدم فاذا قطع الخيال والاوهام عن درك الاولية روح الاسرار باحديته عن كل ضد وند بان يزول عزته عن تعالى الاضداد عليه فقرع اسرار الموحدين عن نقائص الفناء ودخولها فى بقائه بقوله { وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مَّنَ ٱلذُّلِّ } فاذا افرد نفسه عن النقائص والنكايد وعلل الحوادث فردانية حقيقة منزهة عن اوهام المشيرين اليه بعلل الخيال والوهم والعدد والمدد امره بان يكبره ويعظمه من كل خاطر ممزوج بالتشبيه والتعطيل بقوة ظهور كبريائه فى قلبه لا من حيث العلم والصورة بقوله { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } تعالى الله وتعالى كبريائه عن ان يكون فى ملكه متكبرا وفى ساحة جلاله متعظم قال ابن عطا عظم منته واحسانه فى قلبك بعلمك بتقصيرك فى شكره وقال بعضهم اعلم انك لا تطيق ان تكبره الاية فاستغث به ليدل قلبك على مواقف التعظيم.