خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا
١
-الكهف

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } حمد نفسه سبحانه فى الازل وكان موصوفا بحمده الازلى قبل حمد الحامدين له حمدا يكافى كتابه الذى انزل على عبده ولو وكل حمده الى عبده لانزال كتابه عليه لذهب به حمده عن وجود الكون ولم يطق ان يحمل وارد حمده بحكمة واستحقاق حمده فشكر نفسه لما من على عبده ليسهل على عبده طريق عبوديته لان حمد القديم لا يحتمل الا القديم شرفه على الانام لما مَّن عليه من العرفان وسماه عبده واى تكرمة اكرم من هذا ولا يليق الحدثان بعبودية الذى يفنى اول سطرات عظمته الكون كانه مسألة تعليم لعباده اى احمدوا الله الذى عرف عبده الكلام الازلى بعد ان وهبه استعداد سماع كلامه وقبول وحيه وقوة رؤيته حتى يعبّر عنه بلسان غير معوج وغير مفهوم ولو انزل عليهم باللسان الازلى من يفهم ذلك من العرش الى الثرى الا متصف بصفاته فالحمد وجب على الجمهور حيث شاهدوا بصفاته وكلامه على عبده وانطقه بمراده من كتابه قال ابن عطا اضاف الكل بالكلية الى نفسه وقال على عبده اى على عبده المخلص وحقيقة العبد الذى لا ملك له وقال ايضا الكتاب منشور ظاهر فيه اسرار باطنه.