قوله تعالى { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي } كانت اعينهم فى غطاء غيرته وشقاء مشقته عن النظر الى مرآة الكون بالحقيقة حتى يروا حقيقة ماهية الاشياء التى لطائفها تذكر القلوب عجائب انوار الذات والصفات وايضا اعينهم فى غطاء الشقاء ولا يرون جمال القرآن الذى هو مذكر جميع الذات والصفات القدمية وايضا كانت اعينهم فى علم الازل مسدودة عن رؤيتنا وايضا رصفتنا التى مذكرة ذكرها ذكر وصف القدم لاهل العدم بعد كونهم وبعد غيبتهم عنا ولا يسمعون كلامنا بالحقيقة ولا يسمع آذان قلوبهم وارواحهم وعقولهم اصوات هواتف غيبنا قال ابن عطا اعين نفوسهم فى غطاء عن نظر الاعتبار واعين قلوبهم فى غطاء عن مشاهدة العيان فى الملكوت فاذا فتح عين قلبه بالمشاهدة فتح عين راسه نظر الاعتبار وقال لا يستطيعون سمعا لان اذانهم مسدودة عن سماع الحق ولم يفتح له سمع السماع كيف يسمع بظاهر سمعه وهو تبع لسمع قلبه.