خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً
٥١
-الكهف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ان الله سبحانه اخبر عن اولية ذاته وتقدم صفاته حيث لا حيث ولا اين ولا بين ولا رسم للحدث ولا وسم كان بحر وجود جلاله مرمدا دائما منزها عن نقائص الحدوثية ولا عقل ولا فهم ولا علم كان فى قدم عزته لا وجود لها ولا عدم ولا رسم ولا وسم فلم يزل قائما بذاته فاذا اراد كون الخلق مشاه صفته بنعت التجلى اخرج الكون من العدم ولم يحتج الى اعانة حادث فى ايجاده اذ لو شاهد الخلق عند كونه وايجاد الحق وجوده تكون منقصة فى انفراد العدم وكيف تكون ذلك والقدم منزه عن المعية مع الخلق فاذا كان كذلك فايش يدرك منه الحدثان واسرار صفاته مندرجة تحت اسرار ذاته واسرار ذاته مخفية فى اسراره صفاته للعقول بها احاطة وليس للقلوب بعرفانها منزلة وليس للارواح لادراكها خطرة ولا للاسرار همة هى ممتنعة عن ان يشاهدها اهل البرية التى استحقاقها من سطوة عزته فناء قال ابو سعيد الخراز لقد عجزت الخليقة عن ان تدرك بعض صفات ذاتها فى ذاتها او تدرى كيف كنهها فى انفسها قال الله ما اشهدتهم خلق السّماوات والارض ولا خلق انفسهم فلم يملك الله الخليقة ان تحرى علم انفسها فى انفسها فكيف يدرك شيئا من صفات شاهدها.