خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً
٦٢
-الكهف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً } لما اخطاؤا الطريق لم يسرا بالقلب فاثر عليهما النصب وذلك بتعليم الله اياهما بان جاوزا عن الحد وسر القلب ربما عرف حكم الغيب لم يعرف ذلك القلب والعقل فيتاذى النفس من جهة الجهل به ولو عرف القلب والنفس كما عرف السر لم يطرء عليها احكام التعب ولحوق النصب لمهما بانهما فى مقام المجاهدة والامتحان ولو كان موسى هناك محمولا بحظ المشاهدة لكان كما كان فى طور لم ياكل الطعام اربعين يوما ولم يلحق به تعب وهذا حال اهل الانس والاول حال اهل الارادة الا ترى كيف قال عليه السّلام ابيت عند ربى يطعمنى ويسقينى ولما كان فى طلب الواسطة احتجب عن مقام المشاهدة وابتلى بالمجاهدة ادبه الحق بذلك حتى لا يخطر بباله انه فى شئ من علوم الحقائق فانه تعالى غيور على من يدع بالبلوغ الى سر الاسرار لاجل ذلك اخرجه الى تعلم علم الغيب وقال الاستاد كان موسى فى هذا السفر محتملا وكان سفر تاديب واحتمال مشقة لانه ذهب لاستكبار العلم وحال طلب العلم وحال التادب وقت تحمل المشقة ولهذا لحقه الجوع فقال لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا وحين قام فى بدة انتظار سماع الكلام من الله صبر ثلاثين يوما ولم يلحقه جوع ولا مشقة لان ذهابه فى هذا السفر الى الله وكان محمولا.