خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً
٥١
وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً
٥٢
وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً
٥٣
-مريم

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } اى اذكر ما بينى وبين كليمى من سماع الكلام ومشاهدة التجلىّ وشوقه ومحبته واخلاصه في عبوديته واخلاصه كان في البحر عند وقوع الامتحان قوله كلا ان معى ربى قال الترميذى المخلص على حقيقة مثل موسى ذهب الى الخضر ليتادب به ولم يسامحه فى شئ فظهر له منه ومما كان يفعله حتى اوقفه على الغدر فيه وهذا من تمام اخلاصه ثم اخبر سبحانه عما بينه وبين كليمه من الاسرار والمناجاة بقوله { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } ناداه بوسائط الطور والشجرة في البداية وقربه ناجيا من رؤية جلاله واسمعه كلامه الصرف بلا واسطة وكان التجلى ايضا في الابتداء بواسطة الشجرة والطور فلما قربه من بساط المجد والكبرياء ارى وجهه جل جلاله روحه وقلبه وسره وجميع وجوده بنعت الشهود والمكاشفة الندءا بداية والنجوى نهاية النداء مقام الشوق والنجوى مقام كشف السر وقال الجنيد فى قوله وقربناه نجيا جعلناه من العالمين بنا والمخبرين عما بالصدق والحقيقة وقال دويم كشفنا عن عسره ما كان مغطى عليه من انواع القرب والزلف وَاَذِ نّاله في الاخبار عنا وقال بعضهم ناديناه للمحادثة والمكالمة والمناجاة وقال الاستاذ للنجوى مزية على النداء فجمع له الوصفين النداء فى بدايته وقت السماع والنجوى فى نهايته فوقفه الحق وناداه ثم قربه وناجا وفي جميع الحالتين تولاه ثم من كمال كرمه وهب لموسى اخاه لهارون بقوله { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } علم الحق سبحانه ان جميع الخلق لم يحتملوا ما فى صدر موسى من عظيم صفاته وذاته وملكه وملكوته فجعل لهارون موضع سر موسى حتى لا يكون ذائبا تحت اثقال تلك الاسرار وهذا رحمة من الله عليه.