خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ
٣٤
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } البس الملائكة لباس العبودية فاَعجبوا بعبادتهم والبس الربوبيّة ورقهم عليه طراز صفاته وعَرَضه على الملائكة فراوة ملتبساً الحق فخجلوا عن تعجبهم بعبادتهم فاَمُرهم الله بسجود ادم تغييرا لهم وتعليماً انّ عبادتهم لا يزيد بالربوبيّة ولا نيقض عن الالوهيّة وايضا لما خلقه بخلقه وصوره بصورته والبَسَه انواره ونفخ فيه من روحه سُكنضهَ جنته واجلسَه على سرير ململكته فاسجدوا ملائكته حتى اكمل له في العبوديّة صفات الربوبيّة فلما سجدا الملائكة لادم فابى ابليس عن السجود لان الملائكة راو فيه سر الله تعالى وعليه لباس الله مصبوغاً بصبغ الله ولم يَرَا ابليس ما كشف لهم فابى واستكبر من غَضبِ الله عليه وكان من الكافرين اي في سابق عمله من المطرودين وقال ابن عطا لما استغظموا تسبيحهم وتقديسهم اَمَرَهم بالسجود غيره يريهم به استغناه عنهم وبمن عبادتهم قال الحسن بن منصوب لما قيل الابليس سجد لادم خاطب الحق فقال رفع شرف السجود عن سرّى الا لك في السجود حتى اسجد له ان كنت امرتنى فقد نهيتنى فقال له فانى اعذبك عذاب الابد فقال ولسَتُ ترانى في عذابك لى قال بلى فقال فرويتك لى تحملني على رؤية العذاب افعل بى ما شئت فقال اجعَلك رحيماً قال ابليس وليس لم يحامد سوى غيرك افعل بى ما شئتَ.