خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ
٣٥
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَاآدَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ } اي اُسكن في جوارى من قطيعتى وان تصيبك خطيئة فان في عصيانك في دار العصمة عذر عصَاه اولادك من اهل التوحيد في دار المحنة واشتياقك الى نعمتى بعد هجرانك من جوارى وبلوغك بعد فنائك في القدم الى لقائى وايضاً اوصاه بالتمكين عند خدّاع ابليسُ مكره حتى لا يزول قدمه عن مقام التمكين بمقالته العين وايضاً اراد الله ان يَعصيَا فولكلهُم الى انفسهما او عَزَها عن القربة بِادخالِهما في لاجنة لان أدمَ وحَوا طفلا الزمان لا يتسقران فى جبروت الرحمن فالجاهما الى كل ثمار اشجارِ الجنان لافراد القديم عن الحديثان الا ترى الى قوله تعالى { وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا } وقال القاسم السكون في الجنة وحشة من الحق وانه ردّ المخلوق ان المخلوق وهو النقص لامتناع الازل عن الحوادث وقال بعضهم ردّهما في السكون الى انفسهما وكلهما اليها فقلا اسُكن انت وزوجك الجنة وفي رَدّ المخلوق الى المخلوق اظهار العلل عونات الطبع { هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ } اخفى الله تعالى في الشجر اسرار الربوبيّة لادم وحوّا ومنعهما عن قُربها حتى لا يتشوّش عليهما عيش الانسانية ولكن هَيّجهما بمضنعِهما عن قرب الشجرة كسى الشجرة انوار القدس وتجلى الحق سبحانه لهما من الشجرة كما تجلى من شجرة موسى لموسى فعشاق الشجرة ووقعا فيها ونَسيا ذكر النهى عن قربها قال ابن عطا انهى عن جنس الشجرة فظن أدم ان لانهى عن المشار اليه فتنَاولَ على حَدِ النسيان وترك المحافاظة لاعلى التعمد والمخالفة قال تعالى فنسىَ ولم نجد له عَزماً { فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّالِمِينَ } اى من المجاورين عن حد العقل الى حدّ العشق وقال بعضهم معناه انَّه نَهَا هما عن قرب الشجرة وقضى عليهما ما قَضَى عليهما ما قَضَى لنريهما عجزهما وان العصمة هي التي تقومُ في مالا جهدهما وطقاتهما.