{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } اي اذكروا معونتى في طاعتكم وهدايتى قبل مجاهدتكم وما كشف لكم من اسرار معرفتى حتى تغتروا بمعاملتكم وقال بعضهم ربط بنى اسرائيل بذكر النعمة واسقط عن امه محمد صلى الله عليه وسلم ذلك فَدَعَاهم اذكره فقال اذكرونى اذكركم لتكون نظرا الامة من النعمة الى المنعم ونظر امة محمد صلى الله عليه وسلم من المنعم الى النعمة وقال سهل بن عبد الله اراد الله ان يخص امة محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة على الامم كما خَضَ نيِهَّم عليه السلام زيادةِ على الانبياء فقال للخليل عليه السلام وكذلك نُرِى ابراهيم ملكوت السموات والارض وقطع سر محمد صلى الله عليه وسلم ورويته عّما سواه فقال الم تَرَ الى ربك قوله { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } اي اوفُوا بما نقشت في قلوبكم من حقائق الهامى وخطابى في جميع الاحوال بامتثال امرى اوف بكشف جمالى لكم حين احتَجِبتم عن وصالى وقربى وايضا اوفوا بما اعطيكم من استعداد معرفتى وعمارة مروقع نظرى اوف بان اطّلعكم على خزائن سِرّى وحقائق علمى في سَوَائر غيبى وقال بعضه البغدادين افوا بعهدى الَّذى عَهَدُتم يعنى في الميثاق الاوّل بلفظ بلى فلا ترجعوا في طلب الشئ الى غيرى وقيل اوفوا بعهد احِفظوا ودايعى عندكم لا تظهروا الا عند اهلها اوف بعهدكم ابيح لكم مفاتيح خزائن برى وانزلكم منازل الاصفياء وقال ابو عثمن اوفوا بعهدى في التوكل اوف بعهد كم بكفاية مهماتكم وقال ابو سعيد القرشى اوفوا بعهدى في حفظ أداب الظاهر اوف بعهدكم بتزيين سرائركم قال بعض العراقيين اوفوا بعهدى فيا لعبادات اوف بعهدكم اوُصكم الى منازل الدعايات وسئل ابو عمرو البيكندىّ عن قوله اوفوا بعهدى فقال وفاءُ العهد الامانة وهُوَان لا يخالِفَ سريرتَك علانيتك لانّ القلب امانة والوفاء بالامانة الاخلاص في العمل فيم لم يخلص لا تقيم له يوم القيمة وزناً { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } هذا خطاب الخاص من الخاص الى الخاص امرهم باجلالهم نفسه بخصائص التعظيم مع لب اليقين خوفا مه به لاعنه فانه جلّ وعزّ خوفهم بنفسه لاعن نفسه وقال سهل بن عبد الله ايّامى فارهبون موضع اليقين ومعرفته واياي فاتقون موضع العلم السابق وموضع المكر والاستدارج.