خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
٥٤
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ } اي اثرتم تمثال الشيطان على مشاهدة الرحمن وايضاً جهلتم صنع الخالق من صنع المخلوق وقيل فيه عجل كل انسان نفسه فمن اسقطه وخالف مارده هواه فقد برى من ظلمة { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } اي فارجعوا عن روية واهبه الى معرفة نفسه واقتلوا انفسكم بسيوف همومكم حتى لا يزاحِمَكم في قرية بربّكم وايضاً توبوا من روية توبتكم عَلَيْكم واقتلوا انفسكم بمعرفتكم برؤية توبة ربّكم عليها حتى توصلكم معرفتها ومخالفتها ربّكم التوبة ههنا مَحو اصلو الخيال عند مبادى المكاشفات وقتل النفس عند وجدان المشاهدات قرباناً من البَرّيات لصفات الازليات وايضاً فاقتلوا انفسكم بالمجاهدات بعد معرفة النفوس بعين النكرة على حقيقة المعرفة حتى توصلكم الى عين الجمع وصرف الاتحاد بلا رسومات البشرية وقتل فاقتلوا انفكسم في طاعته ثم توبوا اليه من افعالكم واقوالكم وطاعاتكم قال ابن منصوب التوبة محو البَشِرية باثبات الالهية وقتل النفس عما دون الله تعالى وعن الله حتى ترجع الى اصل القديم ويبقى الحق كما لم يزلُ قيل اذا كان اوّل قدم في العبودية التوبة وهو اتلاف النفس وقتلها بترك الشهوات وقطعها عن الملاذ فيكف الصول الى شئ من منازل الصديقين وفي اوّل قدمٍ منها تَلَق المهجم وقيل توبوا الى بارئكم اى ارجعوا اليه باسراركم وقلوبكم واقتلوا انفسهم بالتبرى منها فانها لا تصلح لبساط الانس وقال ابن منصورٍ ما شرَعَ الحق اليه طريقاً الاّ واوائله التلفَ قال الله تعالى توبوا الى بارئكم فاقتلو انفسكم فما دَامَ يصحبك تميز وعقل فانت في عين الجَهل حتى تضل عقلك ويذهب خطاطر وتفقد نسبتك اذِ ذاك عَسَى ولَعَل وقال الواسطى كان توبة بنى اسرائيل فناء انفسِهم ولهذه الامة اشد وهو فناء نفوسهم عن مرادها مع بقاء رسوم الهياكل وقال الفارس التوبة محو البشرية باثبات الالهية قال الله تعالى توبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسَكم وقيل القوا عن انفسكم كل شئ لا يقرُّبكم الى الله تعالى.