خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ
١٢٣
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ
١٢٤
-طه

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ } اى من طبع خطابى والهامى فلا يضل عن طريق السنة ولا يشقى عن المتابعة قال سهل هو الافتداء ملازمة الكتاب و السنة لا يضل عن طريق الهدى ولا يشقى فى الأخوة والاولى ثم بين ان من اعرض عن طريق الالهام والذكر ومتابعة السنة وقع منك عيش الفرقة بقوله { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } اى من اشتغل بذكر غيرى احتجب عن انوار ذكرى ومن كان محجوبا عن انوار الذكر كان محجوبا عن انوار مشاهدة المذكور وله حية غير طيبة ويرزق غير هنى وان عيش افيض من فيض من كان محجوبا عن وصال الحق ومن اقبل الى الله اقبل الله اليه ومن اقبل الله اليه اقبل ----كل شئ بالخدمة والمتابعة قيل لا يعرض احد عن ذكر ربه الا اظلم عليه وفتنه وتشوش عليه حاله وقال جعفر لو عرفونى ما اعرضوا عنى ومن اعرض عنى ردته الى الاقبال على ما يليق به من الاجناس والاكوان وقيل قلة الصبر مع الذاكرين وقيل ضيق الصدر على مداومة الطامات ثم زاد عليه ضنك معيشة الأخرة بقوله { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } يعنى جاهلا بوجود الحق كما كان جاهلا فى الدنيا كما قال على بن ابى طالب عليه السّلام من لم يعرف الله فى الدنيا لا يعرفه فى الأخرة وقيل عن رؤية اوليائه واصفيائه.