خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ
٥١
-الأنبياء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ } هذا خبر اصطفائية الخليل فى الازل بخلته ورسالته قبل ايجاده وايجاد الكون وما فيه فاذا اوجد ووجه من العدم وكاشف لها جمال العدم وعرفها نفسه بنعت اعلامه اسماءه ونعوته واسرار صفاته فعرفت الله بالله وعرفت سبل شهود والصفات ومشاهدة الذات فلما التبست بصورته جاءن بعقل القدس من الملكوت والعلم الاشارة من عالم الجبروت فتعرف القلب طرق المحبة والخلة وتعرف النفس طرق الطاعة والخدمة غلما اخرجه الحق من حجال انسه البسه انوار قدسه فنظر بالعين المكحولة بنور المعرفة الى عالم الكون وراى عجائب الملك وغرائب المملكة فارادت نفسه ان يسكن الى الدليل عن المدلول من حيث لها منه لذة مشاهدة باصطناع المالك القديم فغلبت عليها روحه الملكوتية واغارات ما دون الحق عن ساحة كبريائه بقوله { { وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } سئل الجنيد متى اتاه مرشده فقال حين لامتنى وقال ايضا أثار سوابق الازل واظهاره كما اظهر على الخليل فى السخا والبذل والاخلاق فى بذل النفس والولد والمال فى رضى الحق فلا يشتمل الاية ولا ينفرح الا عليه ولا يلتفت الا اليه فقال الله ولقد أتينا ابراهيم رشده من قبل ويقال ذلك ما اضاء عليه من انوار التوحيد قبل ما حصل منه من النظر فى المخلوق ويقال هو مكاشفة روحه قبل ابداعها قالبه من تجلى الحقيقة.