خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
٥٣
-المؤمنون

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } هذا اشارة تغيير لاهل المعاملات فشكى عنهم سبحانه انهم يفرحون بمعاملاتهم ورؤية اعواضها واضاف العلة اليهم لان اعمالهم التى لديهم صفات الحدثانية ولا ينبغى للعارفين ان يفرحوا بما دون الله من العرش الى اثرى فالفرح الحقيقى ما صدر من شهود مشاهدة جلاله للارواح القدسية الملكوتية فتفرح بوصاله وروح جماله ابدا فى محل الافراح ويا لبيب افهم كلامى فان العارف الصادق اذا استغرق فى بحار المعرفة فهو اكثر من فرحه لان الفرح بما وجد من الله من قربه على قدر حاله وما بقى عنه فهو غير محدد فاذا كان بما وجد محجوبا عن الكل فما معنى الفرح بمقام واحد والوقوف علة يجب بها الاكثرون فبقى العارف من بحر الهموم ابد الان ادراكه قاصر عن البلوغ الى عزة جلاله اذ جلاله منزه عن درك المدركين واحاطة عرفان العارفين تعالى الله عن كل وهم وفهم قال بعضهم ريط كل احد بحظه فى سعاياته وحركاته و السعيد من جنى من حظه ورد الى حظ الحق فيه وقال الواسطى الواقفون مع العارف على مقدار تأثير انوار الحق فيهم لا على قدر حركتهم وسعيهم لانه ليس احد يصلى الى معروفه بجهد ولا اجتهاد ومن ظن ان شيئا من افعاله يوصله الى مولاه فقد ظن باطلا فسبق العناية بصون الاشباح والارواح وبوصل اهل معرفته اليه فمن اعتمد غير ذلك فقد سكن الى غرور فرح بالامانى وهو قوله كل حزب بما لديهم فرحون كيف يفرح بما لديه وليس يعلم ما سبق له فى محتوم العلم.