خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ
١٩٣
عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ
١٩٤
-الشعراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ } اخبر الله سبحانه ان قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول الكلام الازلى لانه مصفى من جميع الحدثان بتجلى مشاهدة الرحمن فكان قلبه عليه السّلام صدف لألى خطاب الحق يسبح فى بحار الكرم فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة وذك سر عجيب وعلم غريب بنزه سمع كلام الحق ما اتصل به لان كلامه لم ينفصل منه وكيف يفارق الصفات عن الذات لكن بقى فى قلبه ظاهره وعلمه وسره فجبرئيل فى البين واسطة لجهة الحرمة وذكر ذلك بقوله نزل به الروح الامين على قلبك لان القلب معدن الالهام والوحى والكلام والرعاية والعرفان به يحفظ الكلام فايدة ذلك اعلام ان من وجود الانسان ليس شئ يليق بالخطاب ونزول الانبياء الا قلبه فكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق ولا يرى جمال الحق قال ابو بكر بن طاهر ما انزل على قلبه جبرئيل جعله محلا للانذار ولا للتحقيق والحقيقة هو ما يلقفه من الحق فلم يخبر عنه ولم يشرف عليه خلق من الجن والانس والملائكة لانه ما اطاق ذلك احد سواه وما انزله جبرئيل جعله للخلق فقال ليكون من المنذرين بما نزل به جبرئيل على قلبك لامن المتحققين به فانك متحقق بما كافحناك به وخاطبناك على مقام لو شاهدك فيه جبرئيل لاحترق.