خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٢١
-الشعراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً } ان الله سبحانه اذا اراد ان يبلغ احدا من خلقه الى مقام من النبوة والولاية وهو فى موضع شائن يلقى عليه رعبا حتى يفر اليه من خلقه فيكشف له خصائص اسراره كما فعل لموسى كان فى الازل محبتى بالرسالة والنبوة فالاخبار عنه بقوله ففرت منكم ان من قبح اعمالكم لما خفنكم من نزول عقوبة الله عليكم فوهب لى ربى حكما معرفة بجلاله وعزة فهما بحقائق ملكه وملكوته وعلما بذاته وصفاته وربوبيته وعبوديته اى كانت هذه المنزلة الى بحق الاصطفائية فى الازل ولكن طهر على طائفها لما فررت منكم اليه قال بعضهم الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين قال الله ففرت منكم لما اخفتكم قال ابن عطا فررت من مجاورتكم وخفت من جراتكم على ربكم لما لم تحفظوا حقوق الرسل ولم ارى عليكم علامات التوفيق وقال بعضهم فارقتكم لما خفت نزول العذاب عليكم.