خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ
٢٠
لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٢١
-النمل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } دقيقة الاشارة ان طير الحقيقة لسليمان طير قلبه فتفقده ساعة وكان قلبه غائبا فى غيب الحق مشغولا بالمذكور عن الذكر فتفقده وما وجده فتعجب من شانه اين قلبه ان لم يكن معه وما كان فى الكونين فظن انه غائب عن الحق وكان فى الحق غائبا وهذا شان غيبة اهل الحضور من العارفين ساعات لا يعرفون اين هم وهذا من كمال استغراقهم فى الله فقال { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } لا عذبنه بالصبر على دوام المراقبة والرعاية والنية فى بحر النكرة فى المعرفة ليفنى ثم يفنى عن الفناء او اذبحنه بسيف المحبة او بسيف العشق او ليأتنى من الغيب بسواطع انوار اسرار الازل وعلى صورة الظاهر نكتها ان سليمان احب الهدهد لانه راى ذلك الهدهد فى مكان العشق وراى عليه اثار العشق فاستانس به وكان للهدهد خاصية انه عرف مواقيت صلوته وراى الماء بين الطين والحجر وكان يدل الجن الى الماء لوضوئه وطهارته حيث نزل وكان بين هدهد سليمان وهدهد بلقيس عشق فغاب عن سليمان عند نزوله تلاقيا الهدهد ان فلما تفقده علم انه عند معشوق فغار عليه اذا اشتغل بغيره من خدمته فطلبه وامر العقاب ان ياتى به فطار العقاب وراى هدهد سليمان عنه هدهد بلد سبا فاتى به الى سليمان عليه السّلام فقال لاعذبنه عذابا شديد اى لاحبسنه فى موقع فراقه عن معشوقه فلما جاء اليه الهدهد تخير فى شانه ايش يقول فعلم ان سليمان فى مقام انس الله وعشقه ويجب ان يستانس بمستحسن فاحتال بان يذكر عند سليمان ما راى من حسن بلقيس وعظم شانها العشق.