خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٦٩
-العنكبوت

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا } افهم يا غافل ان الله سبحانه اختار اهل صفوته بالاصطفائية القدمية وخصهم بعرفان نفسه والايقان فيما بان منه لهم من انوار الروبوبية فى مقام العبودية فطارت ارواحه من عالم الملكوت باجنحة انوار الجبروت فى اوايل ايجادها الى الاكوان محصول العبودية فصحبها سنا قربه وضينا دنوه وحلاوة انسها بما رات من جلاله وجماله فتحركت من الازل الى الابد بنعت شوقها الى صانعها وما طرى عليها السكون بل غلب عليها شوق معادنها فحركاتها جذيا منه تعالى اليه ومحبة وشوقا الى صانعها وما طرى عليها السكون بل غلب عليها شوق معادنها فحركاتها جذبا منه تعالى اليه ومحبة وشوقا فلما هامت فى ميادين الشوق من غلبة السكر والذوق ولا تعرف مسالك الربوبية بالحقيقة فيكشف الله لها سنا القدس فتصل به الى جمال الانس وتعرف هناك سبيل الصفات وتتطرق من مدارجها الى معارج طرق معارف الذات وهذا معنى قوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا جاهدوا بالله فى الله لله فيعرفون الله بالله وهم معهم باعطائه اياهم كشف جماله لانهم يشاهدونه بنعت المراقبة وبذل وجوههم لحب المشاهدة وذلك معنى قوله { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } واصل المجاهدة فطام النفس عما دون الله من العرش الى الثرى سبل للسيارى المجاهدة من العبد الى الله ومن الله الى العبد فقال ما من شئ الا والله موجده قال الله والله خلقكم وما تعملون اى اوجدكم واوجدا عمالكم بلا شريك ولا عون فالخلق خاتم بالخلق قال ابن عطا جاهدوا فى الله اى فى رضانا لنهدينهم الوصول الى محل الرضوان قال الجنيد لنهدينهم سبيل الاخلاص قال ابن عطا المجاهدة صدق الافتقار الى الله بالانقطاع عن كل ما سواه قال النهر جورى والذين جاهدوا فى خدمتنا لنفتحن عليهم سبل المناجاة معناه والانس بنا والمشاهدة لنا ومن لم يكن اوائل احواله المجاهدة كانت ايامه واوقاته موصولة بالتوانى والامانى ويكون حظه البعد من حيث يامل القرب قال عبد الله بن منازل المجاهدة عمل ادب الخدمة لا المداومة عليها وادب الخدمة اعز منا لخدمة قال الشيخ ابو عبد الله بن حنيف وكل محتمل لثقل العبودية فى اختلاف ما وضع الله من عوض وفضل فهو داخل فى احوال المجادين قال الاستاذ شغلوا ظواهرهم بالوظائف فاوصلنا ----.