خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ
١٩٣
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } اخبر الله سبحانه بهذه الآية عن احكام توحيد القائمين فى معهد الازل بنعت المشاهدة والفناء فى القدم بعد رجوعهم من الارواح الى الاشباح حيث سمعوا مناداة الحق وخطابه من لسان منادى الحق بشرط الوسائط بعد سماعهم خطابه صرفا اى اننا سمعنا مناداتك بلسان الوسيلة فامنا بشرط المشاهدة قبل مناداة الرسل حيث قلت الست بربكم قالوا بلى فى المشاهدة والحضور بلا حجاب وايضا اننا سمعنا بارواحنا واسرارنا منك فامنا بلك بغير علة فاتبعنا ظاهر او باطنا مناديك وصدقناه بما وجدنا حلاوة اليقين فى قلوبنا ومعنى الايمان تصديق الكل رؤية الكل واسبقة نظر الاسارر الى الانوار وقبول الظاهر بيقين الباطن والشروع فى العبودية بعد كشف الربوبية ومعانيه الغيب بالغيب قال القسام الايمان انوار الحق اذا اشتملت على السريرة وهو ان يغب العبد تحت انواره ويبدو له نجمل الاحتراق فيعيبه عن وساوس الافتراق فيكون مصحوب الحق فى اوقاته لا يشعر بتسخيره ولا يعلم يحيا به وانما حجب الكل بالكل وحجب كلا بكليته وقمع كلا بحده لئلا يستوى علم احد مع علمه فهذا هو صريح الايمان قوله تعالى { رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } اى اغفر قصور معرفتنا بك فانه اعظم الذنوب حيث نطلب معرفة القدم بالحدث وكيف يكون مقارنة القديم بالمحدث وكفر عنا سيأتنا اى تجوز بكرمك عن كل خاطر يشير اى غيرك بعدما وجدنا حلاوة وصلتك توفنا مع الابرار اى توفنا مع الذين انعمت عليهم بكشف مشاهدتك لهم وايقاع محتلك فى قلوبهم واستشواقك من صميم اسرارهم الى جمالك واكتسابهم بكسوة رضى القديم حتى وقفوا معك بشرط الرضا فى كل بلائك وامتحانك قال الشيخ ابو عبد الرحمن مع من رضيت ظاهرهم للخلق وباطنهم لك وقيل الابرار هم القائمون على حد التفريد والتوحيد وقال سهل الابرار هم المتمسكون السنة وقال بعضهم الناظرون الى الخلق بعين الحق.