خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٧
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ
٨
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ } المحكمات التى لا تتبدل مما كانت فى الازل وهى ايات لا بد للمؤمنين من استعمال اوامرها لانها فى اصلاح الخلق وثبت ايمانهم بمنزلة الدواء للمرضى قال ابو عثمن هى فاتحة الكتاب التى لا تجزى الصلوة الا بها وقال محمد من الفضل سورة الاخلاص لانه ليس فيها التويحد فقط { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } اى مدار اوامر الكتاب و---- اصول المعاملات وبينت اشجار الايمان فى قلوب اهل المداناة بنعت ----- لارواح فى اقتباس ---- { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } هى اوصاف التباس الصفات وظهور الذات فى مراة الشواهد والايات { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ } اهل التقليد يخوضون فى المتشابهات طلبا للتوحيد وهم بمعزل عن شهوده لانهم اصحاب الوهم وصاحب الوهم لا يعرف حقيقة الاشياء المحدثة فكيف يعرف وجود الحق برسم الوهم واذا كان يطلب علوم المتشابهة لم يبلغ حقيقتها ويقع فى الفتنة ولهذا قال عليه السلام تفكروا فى الاء الله ولا تتكفرو فى ذات الله ومن لا يعبر بحار حقائق اليقين ولم ينظر فى مراة التحقيق ورسم فى المتشابهات يسقط عن مرسوم ايماننه ولا يبلغ معانى متشابهات لانه مقام اهل العشق الذى يرون الحق فى كل شئ كما قال بعض اهل المعانى ما نظرت الى شئ الا ورايت الله فيه هذا وصف ظهور التجلى فى مراة الكون كان الحق تعالى جل فى الاشياء لانه منزه عن اشكال الحلول { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } خص نفسه جل جلاله بحقيقة علم تشابه اسرار الالتباس هيأت الجبروت فى الملكوت بنعت ظهور تجليه لاهل حقيقة التوحيد والتفريد واضاف الى اوليائه من اهل العشق خاصة طرفا من علم المشاهدة بنعت الالتباس فى حقيقة المكاشفة { يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ } ايمان مشاهدة وحقيقة علم وعرفان مكاشفة والراسخون هم الذين كشف لهم اسرار العلوم اللدنية وعجائب معلومات الاخرة الخارجة من انصار الطاهرة وايضا الراسخ الربانى الذى تخلق بخلق الحق جلت عظمته ان يكون له كفوا وقال الواسطى هم الذين رسخوا بارواحهم فى غيب الغيب فى سر السر فعرفهم ما عرفهم وخاضوا فى ابحر العلم بالفهم لطلب الزيادات ما كشف لهم من مدخور الخزائن تحت كل حرق منه من الفهم وعجائب الخطاب فنطقوا بالحكم وقال سهل الرسوخ فى العلم زيادة بيان ونرو من الله كما قال رب زدنى علما وقال الراسخ فى العلم من علوم المكاشفة ربانى نور انى وزانى واحكام العلوم اربعة الوحى والتجلى والعندى واللدنى وقال بعضهم الراسخ فى العلم من طوع على محل المراد من الخطاب وصف اللاستادرحمه الله اهل اليقين واهل الزيغ قال اما الذين ايدوا بانوار البصائر فمستضيئون بشعاع شموس الفهم واما الذين اسبلوا غطاء الريب وحرموا الطائف التحقيق فينقسم بهم الاحوال وترتجم لهم الظنون ------- التلبيس فلا يزداد دون الا جحدا على جحد ونقورا على شك قال ومن وجد علم التاويل من الله عز وجل فيكون ايمانهم بلا احتمال لحولان خواطر التجريد بل عن صريحات الظهور وصافيات اليقين قال واصحاب العقول الصاحبة هم فى صحة التذكير لوجود البراهين وستر احكام التحصيل وايضا الراسخون فى العلم هم الشاهدون بنعت الارواح قبل الاشباح فى ديوان الازل قد عاينوا مكنونات اسرار خصائص العلوم القدمية وفهموا منها عواقب شانهم فى مجدارج البقاء سخروا فى بحر عين اليقين ولم يتزلزلوا فى ظهور الحكومات بنعت التصاريف والتحويل والمكرو الخديعة فمل نيهزموا عن صولات القهر وتخويفه وثبتوا صدمات الله وفى الله فيما ظهر من الله من رسم المحو والطمس وعلموا ان جميعها ابتلاء وامتحان فسكنوا فى العبودية رسما ورسخوا فى مشاهدة الربوبية حقيقة وصرفا قوله تعالى { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } اى لا تزغ قلوبنا بقدان الطمانية بذكرك وايضا لا تزغ قلوبنا عن قربك ومحتبك بعداد هديتنا الى نمعرفتك ومحتبك { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً } علما خاصا ومعرفة تامة { إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } وهب ما لا يحصى شكره وقال سهل رجع قوم للتضرع اليه والمسكنة بين يديه بعد اذ هديتنا اى لا تمل بقلوبنا واسرارنا عن الايمان بك اذ منيت علينا به وقال جعفر لا تنزل قلوبنا عنك بعد اذ هديتنا اليك من لدنك رحمة لزوما لخدمتك على شرط السنة انك انت الوهاب المعطى بفضله عباده ما لا يستحقونه من نعمه وقال الاستاد ما ازدادوا قربا الا ازداد واادبار واللياذ الى التباعد اقوى اسباب رعاية الادب وقيل حين صدقوا فى حسن الاستعانة ايدوا بانوار الكفاية.