خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ
٨١
فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ
٨٢
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ } اخذ الله ميثاق خصائص علم المجهول الذى بنا عن حقائق اسرار الربوبية مع النبيين والصديقين بواسطة الهام الملك وغير واسطة منفرد عن نطق المخلوقات بل الحق منفرد بانزاله واظهار انوار فى عيون ارواحهم ليصدقوا به ويعرفون انه من عند الله وينصرونه باليقين والعاملة وهذا من رموز الكتاب واما ظاهر الكتاب فان الله تعالى اراد ان يرى الانبياء والاصفياء من الاولين والاخرين شرائف مقامات حبيبه تخصيص على جمهورهم ليؤمنوا به ويعرفونه لان من عرفه فقد عرف الحق من أمن به ودخل فى دائرة المحبة وحقيقتا القربة قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله وقال عليه الصلوة والسلام من عرفنى فقد عرف الحق لان عليه كسوة الربوبية ويبرز من جمال وجهه مشاهدة الحق والاشارة فى ميثاق الحق مع الانبياء الحبيبة بغيروه لان العشاق ليغير بعضهم بعض والغيرة من لوازم العشق وانها من صفة الحق سبحان من ---البشر فانظر شان موسى وغيرته على سيد الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم ومقصود الحق من الميثاق صون اسرار انبيائه عن صفات البشرية { فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } يحذرهم من اطلاعه عليهم فى نصرة حبيبه والايمان به وهذا غاية تشريف نبينا صلى الله عليه وسلم من بين سائر الانبياء عليه السلام ثم بين ان من حمد سره عن محبته وزاغ قلبه عن نور سنته ومال ظاهره عن طريقته وشريعته بعد ظهور معجزته وظهر كراماته سقط عن مقامات المرسلين والنبيين وتضمر عن شوق التهديد لهم بهذا فقال { فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } وقال فارس اخذ عهد حبيبه صلى الله عليه وسلم على من كان قلبه من الانبياء بقوله واخذا الله ميثاق النبين فاى شرف اشرف من اخذ الله عهده على من كان قبله ثم امرهم بالشهادة له بالعهد وضمن ان يكون هو مع الشاهدين معهم والشاهدين عليهم وانما افعل ذلك لئلا يبقى احد ممن تقدم وتاخر الا وعليه حجة من الله فى ارساله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والايمان به ولا يبقى لاحد بعد ذلك حجة فى مخالفته.