خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٠
-الروم

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً } الدين طريق القدم والحنفية النيرى من الكون واقامة الوجه الاعراض عن الكل والاقبال بعد فناء النفس والكل على الازل فهذه بمجموعها فطرة الحق التى فطر الخلق بتلك الفطرة ولا يتبدا هذه الفطرة من حالها فانها طرق القدم فى مكمن العدم واذا استقام فى السير من العدم الى القدم وكمل من الحقائق بحيث لا يعوج عن الاقبال على الحق بشئ من الحدوثية فحض ذلك الانفراد مع الوصول اصل الدين لذلك قال { ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } خاطب الحق حبيبه فى بداية تخلصه من نفسه ومن ---- اقبال الحق عليه ان يستقيم بنعت التجريد فى توحيده ومسيره الى جلاله فى طريق محبته وعبوديته قال ابو على الجورجانى دعا الله عابده الى الاخلاص من كل وجه واخبر ان من كان فى ظاهره وباطنه شئ سوى الحق لم يكن خلصا فى قوله فاقم وجهك للدين حنيفا اى معرضا عن الكل مقبلا عليه اى مطر عن الاكوان وما فيها قال ابن عطا الفطرة ما فطرهم عليه وثبتها فى اللوح المحفوظ وقال الدين القيم الطريق الواضح لاهل الحقائق.