خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ
١٩
-لقمان

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } ان العارف لنا شرب من بحر الوحدانية شربة فرح بوجه الحق وكاد ان يتبختر العز والكبرياء من صولة الحال فيؤدبه الله بان يلقى عليه عزة الوحدة فيفنيه تحت انوارها حتى يخرجه من جد السكر الى حد الصحو فيكون خطواته خطوات اهل التمكين لا خطوات اهل التلوين وكل مريد يشرب من سواقى صفاء العبودية شربة تقرحه بقرحة الوقت وصفاء الذوق فيهجيه الى الزفرات والسهاقات ولا يجوز ذلك له فان اصواته ممزوجة بخطرات الطبيعة مخلوطة واجس النفسانية فاذا صاح صار صيحته صيحة الطبيعة لا صيحة الحقيقة لذلك نهاه الله بقوله { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } قال ----- كل شئ تسبيح الاصوات الحمير فانها تصبح لرؤية الشيطان لذلك سماه الله منكر او قال الاستاذ قوله واقصد فى مشيك واغضض من صوتك كن فانيا عن شواهد مصطلحا عن هواك ماخوذا عن قوتك وحولك منقسما بما استولى عليك من كشوفات سرك وانظر من الذى يسمع صوتك حتى تستفيق من خمار غفلتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير فى الاشارة انه يتكلم فى لسان المعرفة من غير اذن عن الحق وقال هو الصوفى يتكلم قبل اوانه.