خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ
١٣
-السجدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } قطع مشية الخلائق عن مشية الازل ولو اردان يكون كلهم عارفين به يكون ولكن وقع خاصية الانبياء والاولياء بنعت الاصطفائية من ارداته ووقع بعد الاضداد من ارداته سباق لطفه لاهل لطفه وسابق قهره لاهل قهره قال ابن عطا لو شئنا لوقفنا كل عبد لطلب مرضاتنا ولكن حق القول بالرعد والرعد ليتم الاختيار قوله تعالى { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } ان جهنم فم قهره انفتح لياخذ نصيبه ممن له استعداد مباشرة القهر كمال ان الجنة فم لطفه انفتح لياخذ من له استعداد مباشرة لطفه فالطيف يرجع اللطيف والكثيف يرجع الى الكثيف لذلك مضى القسم فى الازل فى الوعيد لان الحدث لا ينفك عن حظ القدم فالعارف الصادق اذا كان فى جهنم فان جهنم له ماوى قهره وقهره ماوى لطفه ولطفه ماوى انوار جوده وجوده ماوى انوار وجوده فيرى مقصود فى العذاب كما كان ايوب عليه السلام ويرى رؤية المبلى فى بلاية سئل الشبلى عن هذه الأية فقال يا رب املاها من الشبلى واعف عنه عبيدك ليتروح الشبلى بتعذيبك كما يتروح جميع العباد بالعوافى.