خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
٧٢
-الأحزاب

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ } لما لم يكن للكون استعداد حمل امانة الربوبية بنعت الانفراد والفناء والسكر فى العشق والخروج بنعت الالوهية الى ان يحملها لان سطوات الالوهية اذا بدت اضمحلت الاكوان والحدثان فيها وابقى أدم لانه كان مستعد القبول ذلك لانه كان مخلوقا بخلقه موصوفا بصفته مستحكما بتائيده الازلية ومباشرة نور صفته الخاصة بقوله خلقت بيدى قويا بقوة الروح القدسية التى بدت من ظهور نور الذات حين تجلى من القدم لأدم بقوله ونفخت فيه من روحى فاذا كان كذلك حمل امانة الله بالله لا بالحدثان فانه تعالى قائم بنفسه منزه عن مباشرة الحدوثية وفقد حمل انوار جميع الصفات والذات حيث صدر وجوده من تجلى الذات والصفات فخرج موصوفا بالصفات منور بنور الذات وهذه بجميعها الامانة ولا يكون لتلك الامانة موضع الا أدم ومن كان بوصفه من ذريته من الاولياء والانبياء فاذا قابل القدم وقبل الامانة فقد جهل بالقدم اصلا حيث قبل الكل بالبعض كذلك قال { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } اذ وازى الازل والابد مع علة الحدوثية جهولا حيث لم يعلم ان حقيقة التوحيد بالحقيقة مزلة اقدام الموحدين وكيف يكون صفوان القدم موضع اقدام الحدث فجاز الامانة بعد ذلك المحبة والعشق والمعرفة وحقيقتها الامانية قال ابن عطا الامانة هى تحقيق التوحيد على سبيل التفريد قال الجنيد ان الله لمّا عرض الامانة على السماوات والارض والجبال فابوا حملها وعرض على أدم فقبلها ابو احين ظنوا انهم اياهم يحملون حمل أدم حين علم انه به يحمله لا بنفسه وقال ايضا نظر أدم الى عرض الحق فانساه لذة العرض ثقل الامانة ولما عرض الخلائق والجمادات فاشفقوا وهربوا ظنوا ان الامانة تحمل بالنفوس فكشف ----بالقلب لا بالنفس فقال اتا احملها فان القلب موضع نظر الحق واطلاعه فاذا اطلب ذلك يطلق---- الامانة فان الامانة حدث واطلاع الحق وتجلية لم يطقها الجبال واطاقتها القلوب-----

حملت بالقلب لا يحمل البدن والقلب يحمل ما لا يحمل البدن
يا ليلتنى كنت ادنى من يلوذ بكم* عينا ----------