خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
١٥
-فاطر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } فطرة الانسانية وقعت من الغيب مضطربة متحركة الى الازل بنعت الافتقار اليه كانجذب الحديث الى المغناطيس لانها بنعت وقعت ولعشق والعاشق مفتقر الى معشوقه انفعلا فمن عرفه بالازلية والابدية يفتقر اليه افتقار قطعيا لان بقاءه لا يكون لانه واذا كان كذلك صار غنيا بالله متصفا بغناه غنى به عن غيره مفتقر اليه فاذا كان فى محل الصحو يكون مفتقر اليه واذا كان فى محل السكن بقى فى رؤية غناه عنه فصار محجوباً عنه ولا يدرى قال الحسين على مقدار افتقار العبد الى الله يكون غناءه بالله وكلما ازداد وافتقار ازداد غنى قال الواسطى من استغنى بالله لا يفتقرو من يتعزز بالله لا يذل وقال جعفر الصادق انتم الفقراء بذل العبودية والله الغنى بعز الربوبية لان الربوبية القهر والغلبة والعبودية الخضوع والاستكانة.