خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
٣٤
-فاطر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ } اهل المعرفة اذا خلوا جنان المشاهدة وادركوا انوار المكاشفة وجلسوا على بساط القربة وشربوا اشراب الزلفة وفازوا من الأم الفرقة فى حجال الوصلة هيجهم حالهم الى حمد خالقهم والثناء عليه بما اولاهم من لطيف كراماته وسنى مشاهداته حين فازوا من هجوم الاحزان فى قلوبهم من خوف اليم الفراق وطربان النفاق بعد حقيقة الاشتياق واقروا ان ذلك من لطفه الخاص بلا امتحان بقوله { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ } ثم بيّنوا ان لا يلحقهم فيما وجدوا من نعم الله نصب المعاملات ولا لغوب الطبعيات قال النصر أبادى ما كان حزنهم الا تدبير احوالهم وسياسة انفسهم فلما نجوا منها حمدوا وقالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن وقال ابو سعيد الخراز اهل المعرفة فى الدنيا كاهل الجنة فى الأخرة قال الله حاكيا من اهل الجنة الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن وانما احزانهم للاشتغال بالاعراض فتركوا الدنيا فى الدنيا فتنعموا وعاشوا فى الدنيا بعيش الجانين قال الواسطى فى قوله ان ربا الغفور شكور شكر الله العبد رضاه بما اجرى عليه وشكر العبد بربه ان يرى النعمة من الله ابتداء وانتهاء قال ابو بكر التيمى ان كان اعمالك مكتسبة فبفضل الله عملت والفضل غير مكتسب وان كان مكتسبا لم يسم فضلا الا ترى الله يقول الذى لعلنا دار المقامة من فضله وافهم ان ذلك الحزن الذى نجا القوم منه وحمدوا الله باخراجهم عنه هو الحزن الذى صدر من رؤية قهر الازل فلما فروا من الله الى الله فازوا من قهره بلطفه ولا يبقى لهم استتار بل يبقون فى المشاهدة بلا حجاب وامتحان واضطراب قال ابن عطا حزن ابهام العاقبة.