خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا
١
فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً
٢
فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً
٣
إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ
٤
رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ
٥
إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ
٦
-الصافات

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } والقلوب المتالفة فى مقام المحبة صفَّت بنعت الاقبال الى جمال الازل وهى قلوب المحبين وايضا صفوف العقول المقدسة صفَّت فى مقام العبودية لمشاهدة الربوبية هى عقول العارفين وايضا الارواح العاشقة صفت فى حظائر القدس فى مقام الانس وهى طيور الله فى بساتين الله وهى ارواح الموحدين { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } الهامات الحق التى تاتى على خواطر اهل الحق { فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً } الملائكة التى تلم على قلوب الحاضرين فى الحضرة يوحى الله فاقسم الحق بهذه النيرات انه تعالى واحد لا انقسام فى ذاته ولا افتراق فى صفاته لا يكون وحدانيته من حيث العدد ولاالوهيته من حيث المدد فاظهر وحدانيته بنعت التجلى والظهور للوحدانيين بقوله { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } ثم اوضح طرق الدليل اليه بقوله { رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } المشارق مطالع قلوب العارفين التى تطلع منها انوار الحق للارواح والعقول ثم بين انه تعالى زين سماء الظاهر بالكواكب وزين سماء الارواح بنجم المعارف ونور الكواشف بقوله { إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } من نور معرفة العارفين ينزجر الشياطين المتمردة ولا يطيقون القاء الخواطر الردية قال ابن عطا زين قلوب اوليائه بكواكب المعرفة وهى الانوار الظاهرة قال الحسين فى قوله ان الهكم لو احدد لهم على الوحدانية ليكونوا وجدانى الذات ليصلحوا المعرفة الواحد فمن لم يتحد باسقاط كل الخلائق عنه لا يصلح لمعرفة الواحد وقال ايضا الواحد لا يعرفه الا الاحاد من العباد.