خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٢٩

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ } ذكر النزول فى الكتاب شرط رسوم الامر وفى البرهان ظهور نور الصفة له يحكم التجلى وفى الحقيقة الا افتراق فى صفاته عن عينية الذات هو منزه عن التغائر لا ترى الى قوله مبارك اى منزه عن التفرق بل هو ثابت فى اصل الاصول مبارك عليك وعلى امتك الذين يفهمون حقائقه حيث وقعوا فى بحار التدبر والتفكر فيه هو مرأة الصفة اعطاها عباده لينظروا فيها بعيون الاهلية له حتى يبصروا فيها حقائق الانوار ويذكروا منها دقائق الاسرار فعم التدبر لعموم العلماء والفهماء وخص التذكر لخصوص العقلاء لان التدبر للفهم والتذكر لوقوع الاجلال وخشية الخاص فى قلوب اكابر اهل العلم الذين يرون بعيون الارواح عرائس الصفات فيه وينشكف لهم فيه غوامض علوم الالوهية قال ابن عطا مبارك على من سمعه منك فيفهم المراد منه وفيه ويحفظ أدابه وشرائعه وفيه موعظة اولى العقول السليمة الراجعة الى الله فى المشكلات قال بعضهم من اصابته بركة القرأن رزق التدبر فى أياته ومن رزق التدبر فى أياته لم يحرم التذكر والاتعاظ به قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا أياته قال بعضهم مبارك عليك بانزاله عليك فانك المخاطب به وانت المبين له ومبارك على من يتذكر فيه الاوامر والنواهى والمواعظ فيتعظ بما يعظ به الكتاب علمنا بانه من عند سيده فيختر بانه خاطبه بما خاطبه.