خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ
٤٦
وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ
٤٧

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } اى اخلصناهم مما سوانا حتى خلصوا فى محل التمكين فى دار التفريد وعين التجريد وحق التوحيد ومشاهدة الجبروت والملكوت دعوا المريدين الى مقامات القربات والمداناة والمشاهدات والمكاشفات وما اعوجوا من حد الاستقامة الى حد التلوين وما احتجبوا بشئ عنه تالى فانهم اولوا القوة الالوهية والبصائر الربّانية قال ابن عطا اخلصناهم لنا وخصصناهم بنا ومعنا وقال بخالصة تلك الخالصة خلو سره عن ذكر الدارين وما فيها حتى كان لنا خالصاً مخلصا قال سهل اخلصهم له دون ذكرهم له وليس من ذكر الله بالله كن ذكر الله بذكر الله قال ابو يعقوب السوسى لما قال اخلصناهم بخالصة صفت قلوبهم لذكره عند ذلك ورقت ارواحهم له بارادته فهم فى مكشوف ما تقدم لهم فى الغيب سبقت لهم منه الحسنى فصاروا بدرجة المخلصين ثم زاد فى وصفهم بقوله { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } ذكر العندية وقرب بها والاصطفائية وبين ان اصطافئيتهم فى العبودية ازلية قبل وجود الكون فاذا كان الاصطفائية ازلية يسقط عنها اسباب الحدثان فصار شرقهم خاصاً وموهبة خالصة بلا علل لذلك قال اخلصناهم وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار.