خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
١٠
-الزمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ } وصف الله القوم باربع خلال بالايمان والتقوى والاحسان والصبر فاما ايمانهم فهو المعرفة بذاته وصفاته من غير استدلال بالحدثان بل عرفوا الله بالله وتقولهم تجريدهم عنا لكون وانفسهم خوفا من الاحتجاب بها عنه واحسانهم ادراكهم رؤيته بقلوبهم وارواحهم بنعت كشف جماله وهذا الاحسان بمعنى العلم ويكون بعد ان خلعوا شوايب الحدوثية عن طريق الربوبيّة وصبرهم استقامتهم بمواظبة الاحال وكتمان كشف الكلى وحقيقة الصبر ان لا يدعى الربوبية بعد الاتصاف بها ومعنى قوله تعالى { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } ارض القلوب ووسعها بوسع الحق فاذا كان العارف بهذه الاوصاف فله اجران اجر فى الدنيا واجر فى الأخرة واجر الدنيا المواجيد البديهية والواردات الغريبة والفهوم بغرايب الخطاب والوقوف على مشاهدة الحق بعد كشفها واجر الأخرة عوضه فى بحار الازل والاباد والفناء فى الذات والبقاء فى الصفات قال حارث المحاسبى الصبر التهدف بسهاء البلاء وقال طاهر المقدسى الصبر على وجوه صبر منه وصبر له وصبر عليه وفيه واهونه الصبر على اوامره وهو الذى بين الله ثوابه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقال يوسف ابن الحسين ليس بصابر من يتجرع المصيبة ويبدى فيه الكراهية بل الصابر من يتلذذ بصبره حتى يبلغ به الى مقام الرضا.