خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَٰغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
١٠٠
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً } اى من هجر من اوطان نفسه الى قضاء ولاية التفريد واتلف مهجته فى طريق محبة الله ولم يبق له مسكن يسكن قلبه فيه من العرش الى الثرى ويجد فى الارض المشرقة بنور الله سحانه مواطن الانس ومواقف القدس وسعة انوار قربته وسنا وصلته يستغنى به عن كل مواطن ومرقد وعن كل مالوف سوى الله وفى ارض القدم وفضاء الازل للعارفين المهاجرين منهم اليه مراغم وطنات الصفات ومشارب سواقى الجلال والجمال فى بحار الذات وسعة كنوز ازل الانال ومشاهدة اباد ---- من هاجر لله فى سبيل الله وصار غريب الله فى بلادهم مستوحشا مما دون الله يجد فى اكناف اطراف الارض مراغم صحبة اوليائه الله التى هناك سعة انوار مشاهدة الله قال الاستاد من هاجر فى الله بما سوى الله وصح قصده الى الله وجد فسحة فى عقوق الكرم ومقيلا فى ذوى القبول ورحبا وسعة فى كنف القرب قوله تعالى { وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } اى من يخرج من طبيعة وهو نفسه وحوله وقوته واشارته وعباراته وعلمه ورسمه الى الله فى طلب مشاهدته والى الرسول فى متابعته بنعت المحبة ويدركه فى تضاعيف السير بعض الامتحان ويقع فى منزل الفتوة بعد المجاهدة وقد وقع اجر الوصلة له لان الله تعالى يجازيه بصدق مقدم الاول قبل ان يهاجر عما دون الله تعالى وقبل ان يخرج عن جميع مراداته وهواه متبعا لاوامر الله وما يواصله الى رضوانه.