خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوۤاْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَىۤ أَن تَضَعُوۤاْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
١٠٢
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلاَةَ } بين الله سحانه ان واجبات العبودية لا تسقط عن العبد ما دام فيه الرمق اما فى الخوف واما فى الامن ومن تاه فى الوجد وهام فى الغلبة فهو مجنون العشق خارج عن مراتب التمكين وذلك علة له حيث ضعف فى الوجد عن حمل واراد الشرع لان سلاطن الشرع حق الله وسلطان الوجد حظ العبد وسلطان الله غالب على ما دونه لذلك ام سيد الرسل والانبياء والاولياء باقامة الصلوة فى مقام الاضطراب والتلوين والامتحان وهو سائح بحر المشاهدة واصحابه فرسان ميادين فى مقام الخوف والاشارة فيه اى اذا كنت بينهم فيكون الصلاة على وقف مراد الله من العباد وايضا اذا كنت فيهم فالصلاة ترجع اليهم واذا غبت عنهم فالصلاة ترجع الينا لانهم فى البداية فى رؤية الوسيلة وفى النهاية فى اسقاط الوسيلة وايضا اذا كنت فيهم اشتغلت بتاديبهم واذا غبت عنهم اشتغلت بنا فالشرع خفى على العباد وخفى لك حجاب لحق مشاهدة الشرع فى مواطن القرب بقوله انه ليفان على قلبى اى شغلى بكم حين قلبى يمنعنى من حظ مشاهدتى من الله وايضا اى اذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة لانك تدرى ان ساحة كبريائى مقدس عن وقوف المصلين وشعرية بحار قدمى منزهة عن ورد الواردين فالعبودية ترجع الى العباد والربوبية ترجع الى عظمتى وكبريائى وايضا اذا كنت مشغولا بمشاهدة جمال وتسبح فى بحار عظمتى فتصيف عالم الخدمة اتليهم فانك غائب بسترك فى عينى وغيب غيبى وجلال مشاهدة ازلى وسقط عنك ما اوجبت على الغير وهذا موضع خاصة عليه الصلاة والسلام الذى قال عليه الصلاة والسلام الى مع الله وقت لا يسعنى فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل قال الحسين بن منصور وليس لله مقام ولا شهود فى نادى فى استهلاك فى حيرة ولا ذهول فى عظمته تقطع عن اداب الشريعة ولا له مقام اوقف فيه الموحدين اشهدهم الشريعة ان جريانها عليها علما للغير لا لهم ومما يصح هذا قوله فاذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فجعل اقامته الصلاة ادبالهم وهو فى الحقيقة فى عين الحصول لا يرجع الى غير الحق فى متصرفاته ولا تشهد سواه فى سعاياته وقال بعضهم ما دمت فهيم فان الصلاة تكون قائمة واذا غبت فالصلاة اتية اليها كما قال لا يتاتون الصلاة الا وهم كسالى.